Sunday, March 14, 2010
Tuesday, March 2, 2010
"un film de Pedro Almodovar"
جملة ستظهر لك في وسط شاشة لا سوداء كما هي العادة, بل زاهية الألوان, شاشة مبهرجة أقرب لمسرح دمى متحركة أو حتى كرّاس رسم يعود لطفل لم يتجاوز الخمس سنوات, ترافقها عادة (إن لم يكن دوماً) موسيقى لاتينية ستشد انتباهك لا محالة. هي جملة تترك (و ستترك دوماً) لدي شعوراً لا تخلّفه العديد من الجُمل الإفتتاحية للأفلام. لأسباب عديدة. أجد في أفلام بيدرو شيئاً يميزه عن العديدين, رغم تناوله (الدائم) للكثير من المواضيع التي قد لا أجد عادة سهولة في هضمها و منها الشذوذ الجنسي و مشاهد العريّ المسهبه, لكني رغم كل شي أجد كماً كبيراً من الشاعرية في طرحه لتلك المواضيع و غيرها
منذ فترة قريبة حظيت بفرصة مشاهدة آخر أعمال ألمودوفار "لوس أبرازوس روتوس" أو عناقات مكسورة. رغم محاولاتي الفاشلة بعدم الإقتراب من أي مقالات أو مراجعات عن الفلم إلا أنني قرأت عدداً منها لكن بعد مشاهدتي للفلم لم أجد الصلة بين تلك المقالات و الفلم الذي شاهدته للتو. لسبب أو لآخر لم تفضِ أي مقالة بالكثير. أتذكر منها أن الكاتب قال أن الفلم كان يمثل امتنان بيدرو لفن السينما بل شبه الفلم بقصة الحب القديمة التي تجمع الاثنين, بيدرو و السينما, خصوصاً لمن تابع أفلام بيدرو سيلاحظ وجوهاً نسائية كثيرة يختارها المخرج لتظهر في أفلامه دائماً, ما عزّز لدي هذه الفكرة فقد كان ذلك كنوع من الشكر (ربما) أو العرفان لهن
كيف سيكون عالمك لو فقدت الرؤية؟ هل سيكون بقاءك على قيد الحياة دون بصر "حياه"؟ أعرف الاجابة عن هذا السؤال و أعرف سرب التفاؤل الذي سيغطي تماماً على سؤالي, و لكني و رغم اعترافي بسطحيتي ناحية الموضوع فأنا للآن لا أعرف كيف يتأقلم الإنسان مع هكذا خسارة, (شجاعه لا أمتلكها) كوني كائنٌ مرئي يتمحور عالمه حول القراءة و الرسم و السينما و الوجوه و المشاوير الغير معنونه و أمور كثيرة أخرى لها علاقة بقناعاتي. الشخصية الرئيسية هنا في الفلم مخرج سينمائي يفقد بصره في حادث سيارة, و بمساعدة صديقة له يتمكن ببطئ من معايشة وضعه. لا أعلم لمَ شككت في أنه أعمى, حتى بعد نهاية الفلم خُـيِّل إلي أنه ابتكر العمى ليهرب من شيء أو أحد ما, كان وجهه المريب يدفعني للتساؤل
بداية هذا الفلم اختلفت قليلاً عما تعودته في أفلام بيدرو. حيث يبدأ الفلم بموسيقى هادئة و مشهد افتتاحي منظّم لوجوه كثيرة تظهر ثم تختفي أمام كاميرا في ما يشبه تجارب الأداء (الكاستنج) لترى بعد ذلك وجهاً مألوفاً, بطلة القصة "لينا" أو بينيلوبي كروز, تعود لتختفي مرة أخرى حتى تتذكرها احدى شخصيات القصة و كمعظم أفلام ألمودوفار عليك المحافظة على ذاكرة عريضة لتربط شريط الأحداث و الشخصيات لأنها غالباً ما تأتي مبعثرة ما بين سنوات مضت و شخصيات تظهر ثم تختفي. لا أريد الخوض في تفاصيل قصة الفلم, لأنها من القصص التي لا تلخّص بكلمات مفهومة و إن استطعت فلن تتمكن من ذلك دون شرح و هذا الشرح سيعبث بمشاهدتك للفلم لاحقاً
قد لا أبالغ إن قلت أنني طوّرت رد فعل "بافلوفي" على أفلام ألمودوفار, و أرجو ألا يتبادر لذهنك سيلٌ من اللعاب! بل هو توقع مسبق بعمل فني متكامل من نواحٍ عديدة, أعترف أن عناقات مكسورة لم يكن بقوة "تحدّث معها" أو "كل شيء عن أمي" إلا آنه فلم يستحق المشاهده خصوصاً لمخرج قليل التواجد كألمودوفار
لابد أن أعترف أن لـ بيدرو أحياناً "شطحات" تذكرني دائماً بمسلسلات الدراما الاتينية الطويلة, تلك المشاهد حين يكتشف البطل أن أباه الحقيقي هو عدوه اللدود الذي لازال يحب أمه ..أو تلك المشاهد التي لا أجد لها وصفاً منصفاً سوى لملئ الدقائق, لا أدري
عناقات مكسورة كان دراما رومنسية (إن صح التعبير) محبوكة, دون التأكيد على أنني استمتعت (جداً) بمشاهدته
Subscribe to:
Posts (Atom)